أثر استخدام نظم الذكاء الاستراتيجي على فعالية منظومة دعم اتخاذ القرار في مؤسسات القيادة العليا (دراسة حالة مقارنة بين مصر وإسرائيل)

Abstract

استهدفت الدراسة بحث أثر استخدام عناصر الذكاء الاستراتيجي على فعالية منظومة دعم اتخاذ القرار في مؤسسات القيادة العليا، بالتطبيق المقارن على منظومة التخطيط القومى كواحدة من مؤسسات صنع القرار الاستراتيجي على المستوى القيادى في مصر وإسرائيل. والخروج بتوصيات تعمل على زيادة الاهتمام بهذا المجال لدى الجانب المصري، من أجل الارتقاء بمستوى أداء العاملين في جهات دعم القرار بتلك المؤسسات. وفي سبيل الوصول لتلك الأهداف انقسمت الدراسة إلى جزأين أحدهما نظري؛ تم في سياقه استعراض الأهمية المعرفية لمفهوم الذكاء الاستراتيجي، والإشارة إلى ما يتصل به من جوانب وتفصيلات. والأخر تطبيقي تم من خلاله إجراء عدد من المقابلات الشخصية المقننة مع مجموعة من الخبراء المتخصصيين في الشأنين المصري والإسرائيلي، وذلك للتعرف من خلال آرائهم على مدى اعتماد العاملين بتلك المنظومة على عناصر الذكاء الاستراتيجي فى تحسين جودة مخرجات القرار الاستراتيجي في مصر وإسرائيل، وذلك من خلال رصد وتحليل مدى اعتماد العاملين بتلك المنظومة على عناصر الذكاء الاستراتيجى عند إعدادهم وصياغتم للرؤية الاستراتيجية 2030 محل التقييم لدى الطرفين. بالإضافة إلى تحليل دور مراكز الفكر ـ كواحدة من الدوائر الغير مباشرة لدعم القرار فى مصر وإسرائيل ـ فى دعم القيادة العليا بمخرجات بحثية وأفكار متقدمة لصنع السياسات، وذلك من خلال المقارنة بين دور كلاً من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومعهد دراسات الأمن القومى فى إسرائيل، بإعتبارهم أفضل مراكز الفكر فى مصر وإسرائيل وفق التقرير الأخير رقم 18 للمؤشر العالمى لمراكز الفكر التابع لجامعة بنسلفانيا الصادر فى 2021. وقد اعتمدت الدراسة على: المنهج الوصفى؛ وتم من خلاله تناول الجزء النظري الخاص باستعراض مفهوم الذكاء الاستراتيجي وجوانبه المختلفة. والمنهج المقارن؛ وتم من خلاله مقارنة وتتبع الأداء المتباين لمؤسسات دعم القرار لدى نظام الحكم القائم لكل طرف. كما تم اللجوء إلى منهج تحليل المضمون؛ لمعالجة الجانب التطبيقي للدراسة، من خلال تحليل مضمون ما تم جمعه من مجموعة الخبراء من آراء ومعلومات لتحديد أثر عناصر الذكاء الاستراتيجي على فعالية وكفاءة منظومة دعم القرار بالمستوى الاستراتيجي في مصر وإسرائيل. وتوصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من أهمها؛ وجود دور واعتماد غير مباشر ذي قوة تأثير إيجابي لعناصر الذكاء الاستراتيجي ساهم في تعظيم أداء المؤسسات لدى الجانب الإسرائيلي تفوق ذات التأثير لدى الجانب المصري. ومن ثم أوصت الدراسة الأجهزة المصرية المعنية بدعم القيادة العليا للدولة على المستوى القيادي في مختلف المؤسسات؛ بأن تعيد النظر في منظومة الأداء وأسلوب ومنهجيات الرصد والتحليل ومنطلقات التخطيط، لا بأن تلجأ إلى الاعتماد على أبعاد الذكاء الاستراتيجي بشكل أساسى وفقط، ولكن عليها أن تسعى لاستحداث دائرة مؤسسية جديدة لتطوير الآداء على المستوى القومي بأفكار إبداعية واستشرافية متقدمة، لتتولى مسئولية البحث والتطوير وإعادة صياغة منظومات وأكواد العمل والبحث والتفكير في كل القطاعات وعلى مختلف المستويات، وفق أحدث الأدوات والمنهجيات والأليات المتقدمة المتاحة والمبتكرة فى الرصد والتحليل والمعالجة.